تغيير الذهنيات لا تحدث بين عشية و ضحاها

Publié le 23 Octobre 2016

من المسلم به ان الانسان كائن حي متميز عن بقية الكائنات الاخرى،و هذا التميز يكمن اساسا في خاصية العقل،هذا الجهاز الدي يعمل بدقة على تخزين و تثبيت المعلومات المختلفة الموجودة في البيئة التي يعيش فيها هذا الانسان مند و لادته الى مماته.
فهذا العقل في تفاعل مستمر مع المعطيات البيئية التي يحتك بها و هنا نتكلم عن التجارب و الخبرات المكتسبة،لكن بالتوازي مع ذلك نجد بقية الجوانب الاخرى المكونة للكائن البشري تنمو مع القدرات العقلية منها الانفعالات ،القيم و المعايير،العادات و التقاليد،اللغة.....الخ.
وفي كل مرة تحدث تعديلات،تصحيحات،تغييرات في هذه الجوانب الغرض منها التكيف و التوافق مع طبيعة و متطلبات البيئة التي يعيش فيها الانسان حتى يحافظ على توازنه و وجوده ضمن المجوعة .
كل هذه التفاعلات الطبيعية تحدث على مراحل ممتدة في الزمن مند الولاة حتى الوفاة حسب حدود ،خصوصيات و امكانيات كل مرحلة عمرية.
و بالتالي فان نمط التفكير العلي لذى الانسان لم يتكون في لمح البصر و بشكل مستقل،بل تكون في سياق زمني ،بطريقة متسلسلة متداخلة و متكاملة مع بقية الجوانب النفسية،الاجتماعية،اللغوية،الحسية،الحركية........ا لخ.
و عليه ليس من باب المنطق و الموضوعية ان نحاول تغيير الذهنيات في لمحة بصر و بمعزل عن بقية الجوانب الاخرى المشكلة للكائن البشري،بل يجب مراعاة الخصوصيات النفسية الاجتماعية للشخص مع استغلال القدرات العقلية الى اقصى الحدود،و هكذا نتجنب امكانية ردود معاكسة و مقاومة عنيفة لكل ما هو جديد و رفضه نهائيا رغم انه يعود عليه بالفئدة و المنفعة.

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article